أول تعليق من البيت الأبيض على مقابلة الرئيس الروسي مع الصحفي الأمريكي
أسماء إمام الرأي العامقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض جون كيربي إن "البيت الأبيض على يقين بأنه لا يمكن إقناع الأمريكيين" لكنه يطلب منهم عدم الإنصات إلى ما يقوله الرئيس الروسي بوتين.
وأضاف كيربي: أعتقد أن مقابلة واحدة لن تقنع الأمريكيين، وكل من يشاهد هذه المقابلة يجب أن يتذكر أنه يستمع إلى بوتين، كلامه لا يمكن اعتباره كحقيقة مطلقة".
وجاءت تصريحات كيربي ردا على المقابلة التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون.
من ناحيته قال الكرملين، اليوم الجمعة، إن المقابلة التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون "لم تسفر عن أي رد فعل عبر القنوات الدبلوماسية".
لقاء بوتين مع الصحفي الأمريكي
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك أي رد فعل من خلال القنوات الدبلوماسية من إدارة الزعماء الغربيين، أوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن "المقابلة لم تتم من أجل أي رد فعل عبر القنوات الدبلوماسية. لم تكن هناك اتصالات رسمية".
وأشار بيسكوف إلى أن الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون "لم ينسق أسئلته لإجراء مقابلة مع الرئيس بوتين مقدما، فالكرملين لا يجمع الأسئلة مقدما أبدا".
وبُث اللقاء الذي أجراه الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون مع بوتين، يوم الخميس، أكد فيها الأخير أن هزيمة قواته في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا "مستحيلة".
وخلال تسع ساعات، تجاوز عدد مشاهدات الفيديو 70 مليونا على موقع "إكس"، وعلى موقع يوتيوب - 3.1 مليون. ونشرت المقابلة أيضا على موقع الكرملين.
وكان قد قال الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ذكي ولا حاجة به لأن يثبت أي شيء".
الشروط المسبقة لتسوية الأزمة الأوكرانية
جاء ذلك تعليقا على مقابلة صحفية أجراها مع بوتين، يوم الثلاثاء الماضي، ونشرت ليلة أمس، فأثارت ضجة واسعة في الغرب والشرق على حد سواء، حتى قبل عرضها، ورفعت من مشاهدات موقع X على نحو غير مسبوق.
وتابع كارلسون، في خضم استعراضه لانطباعاته عن المقابلة مع الرئيس الروسي: "إنه ذكي بلا شك"، ووفقا له، فقد أعطى بوتين إجابة مفصلة للغاية حول الشروط المسبقة لتسوية الأزمة الأوكرانية، وحول الشائعات والدعاية الغربية بشأن "غزو روسيا لأوروبا"، قال كارلسون: "لا بد أن تكون أحمقا لتعتقد أن روسيا تريد التوسع، روسيا هي أكبر دولة في العالم، ولديها شعب قوامه فقط 150 مليون نسمة، وتضم مناطق كثيرة بجنسيات وأعراق وديانات ولغات مختلفة. ولك أن تتخيل إدارة كل هذه المساحة الضخمة. روسيا شديدة الغنى بمواردها الطبيعية، فما الذي يدعوها لغزو بولندا على سبيل المثال؟".
وأكد كارلسون أن كل ما تريده روسيا هو "تأمين حدودها" لا أكثر. وعاد ليؤكد: "لا بد أن تكون أحمقا لتظن أن روسيا ترغب في المضي قدما نحو فيينا. لا دليل على ذلك بالمرة".
وقال كارلسون إن بوتين: "كان صادقا خلال المقابلة، وهو إنسان قضى كثيرا من الوقت في عالم لم يعد بحاجة فيه لأن يثبت أي شيء لأي أحد".
ونشر الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، صباح اليوم الجمعة، مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مدتها ساعتين و7 دقائق و18 ثانية.
نُشر الفيديو على حساب كارلسون على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، وعلى قناته في "يوتيوب"، وكذلك على الموقع الإلكتروني الخاص بالصحفي
وقال بوتين، في مقابلة مع كارلسون، إن استخدام الدولار كأداة للصراع السياسي الخارجي هو واحد من أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها القيادة الأمريكية.
وأضاف الرئيس الروسي: "أن تستخدم الدولار كأداة للصراع السياسي الخارجي هو واحد من أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها القيادة السياسية الأمريكية. الدولار هو حجر الزاوية لقوة الولايات المتحدة. أعتقد أن الجميع يفهم بشكل جيد للغاية أنه مهما كان عدد الدولارات المطبوعة، فإنها تنتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم. التضخم في الولايات المتحدة يكون بحد أدنى، إنه نحو 3 أو 3.4%، وهو، أعتقد، مقبول تمامًا بالنسبة للولايات المتحدة. لكنهم لن يتوقفوا عن الطباعة".
وأضاف: "ماذا تعني لنا الديون بقيمة 33 تريليون دولار؟ إنها عن التضخم. ومع ذلك، فإنه السلاح الرئيسي المستخدم من قبل الولايات المتحدة للحفاظ على سلطتها في جميع أنحاء العالم. بمجرد ما قررت القيادة السياسية استخدام الدولار الأمريكي كأداة للصراع السياسي، تلقى ضربة لهذه القوة الأمريكية.. لا أريد استخدام لغة قوية، ولكنه أمر غبي وخطأ فادح".
وأضاف بوتين أنه "نتيجة لذلك، بدأ حتى حلفاء الولايات المتحدة في تقليل احتياطاتهم من الدولار. رؤية ذلك يدفع الجميع إلى البحث عن طرق لحماية أنفسهم".
وأشار إلى أن حصة الدولار في المعاملات الخارجية لروسيا كانت نحو 80% حتى عام 2022، لكن حصته الآن تبلغ نحو 13% فقط.
وأكد أنه لم يكن لديهم نية لذلك، بل كانت قرارات الولايات المتحدة باعتبار المعاملات بالدولار الأمريكي مقيدة.