الرأي العام
رئيس مجلس الإدارةد. تامر قبودانرئيس التحريرخالد طاحونمدير التحريريوسف قبودانرئيس مجلس الإدارةد. تامر قبودانرئيس التحريرخالد طاحونمدير التحريريوسف قبودان
باحث : تاثير تغير المناخ علي الإنتاج الزراعي بالاسماعيليةوكيل وزاره الشباب والرياضة بالقليوبية يتفقد ملعب مركز شباب بلتان...الاثنين.. مكتبة الاسكندرية تطلق معرض الكتاب الدولىقطاع الأزهر بالإسكندرية: أهمية وحدة البناء المعرفى والدعم النفسى للطلاب...فلسطين.. اندلاع مواجهات عنيفة عقب اقتحام قوات الاحتلال المنطقة الجنوبية...طب الزقازيق تُسَلِم مشروع تأهيل معمل أبحاث الطب الشرعى والسموم...القيادات الشبابية النسائية تفوز بكرسى نائب محافظ الاسكندريةنادي الصيد المصري بالإسكندرية يستغيث بالسيسي لانقاذهانتهى الخلاف بطلقة.. تحقيقات موسعة في مصرع شاب إثر مشاجرة...قطع المياه عن 11 قرية بالمنوفية غدا..لهذا السببطالبان تشيد باستبعاد الأمم المتحدة النساء عن محادثات الدوحةمدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يفاجئ مركز طب اسرة...
تحقيقات

فى عيده الـ 68.. حكاية أول مظاهرة فنية طالبت بــ الجلاء

عيد الجلاء
عيد الجلاء

تحتفل مصر اليوم بالذكري الــ 68 لــ "عيد الجلاء" ، وتحقيق استقلالها، وتطهير أرضها من الاحتلال البغيض، وبهذه المناسبة الوطنية الخالدة، نستعيد ما نشرته مجلة الكواكب الفنية في عددها الصادر بتاريخ 19 يونيو من عام 1956.

المسرح المصري يقود أولى خطوات عيد الجلاء

في أعقاب الاحتلال، بدأ المسرح في مصر أولى خطواته، وكانت رسالته الحقيقية في تثقيف الشعب ومحاولة النهوض به لمقاومة العدوان، وكان الغناء يحمل مشعله ليقود الناس إلى النهوض والتقدم، والمطربون يحاولون لذل جهدهم أن يتجهوا إلى تحريك عواطف الجماهير، لولا قبضة الاستعمار القوية التي لم تكن تسمح لأحد أن يشكو أو يتوجع.

وجاءت ثورة 1919 فتولى الفنانون مهمة استمرارها وإطالة أجلها، فكان سيد درويش ونجيب الريحاني وبديع خيري، عشرات من أهل الفن يتخذون من طرقات القاهرة وميادينها مسارح يؤدون فوقها أجمل أدوارهم، وكان هذا الشعب الثائر الذي يتعجل الوصول إلى يوم النصر، يردد الأغاني والأزجال والأناشيد وهو يتلقيذى قذائف المدافع الرشاشة فلا يتراجع.

وفي الليل كانت المسارح ودور اللهو كلها تترجم في شتى فنونها عن أصدق العواطف الوطنية الجياشة، وتثير نفوس المتفرجين حماسة تدفعهم إلى البذل الفداء، وأحست السلطات البريطانية أن المسارح وسائر الملاهي أضحت مصدر المتاعب والإزعاج لها، فأمرت بإغلاقها، على أن هذا الأمر لم يطل، فسرعان ما عادت هذه السلطات وسمحت بفتحها على ألا يتجاوز السهر فيها الساعة الثامنة مساء، وإلى جانب هذا العسف، فرضت رقابة على الروايات والأغاني تحاول أن تمنع كل ما يمكن أن تشتم منه رائحة الوطنية والدعوة إلى الكفاح في سبيل الحرية، إلا أن الفنانين المصريين كانوا يمرون بالعبارات القوية الملتهبة من تحت أنف هذه الرقابة، وكانوا يرمزون إلى الشعب وإلى الاحتلال فيفهم المتفرجون ما يريدون أن يقولوه.

عندما منع الاحتلال البريطاني “عبد الوهاب” من الغناء

ويمضي محرر الكواكب في رصده لبواكير مقاومة الفن المصري للمستعمر البريطاني والتي قادت في نهاية الأمر إلى عيد الجلاء: واعتقلت السلطات البريطانية المرحوم عبد الرحمن رشدي لأنه ضبط وهو يتحدث عن المطالب الوطنية بين فصول المسرحيات التي يقدمها، كذلك منعت السلطات المطرب محمد عبد الوهاب من الغناء بين الفصول في فرقة عبد الرحمن رشدي بحجة أنه صغير السن، والحقيقة أنها منعته لأنه كان يلقي بعض الأغنيات الوطنية مما كان يثير الحماسة في النفوس.

واشتدت الثورة وقوى ساعدها، فقرر الممثلون أن يقوموا بمظاهرة كبرى تجوب طرقات العاصمة، وتولى تنظيم هذه المظاهرة المرحوم عزيز عيد، وأسهمت فيها السيدة صالحة قاصين، وكانت نجمة مشهورة في ذلك الحين، وكذلك اشتركت فيها زينب صدقي، فردوس حسن، وعلوية جميل، وإيريز ستاتي، وفيكتوريا موسي، ودولت أبيض، وكن ممثلات ناشئات.

ممثلات المسرح يرتدين العلم المصري في أول مظاهرة للجلاء

ويستكمل التقرير عن عيد الجلاء: وتروي السيدة دولت أبيض ذكرياتها عن هذه المظاهرة فتقول إن الممثلات ارتدين العلم المصري، وارتدى الممثلون الملابس الوطنية للفلاح والعامل وابن البلد، وشاع بين الناس نبأ هذه المظاهرة، فذهب فريق كبير من الجمهور ليشترك فيها ويعمل على حماية الممثلات والممثلين من اعتداء الجنود الإنجليز الذين كانوا يفرقون المظاهرات بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع.

وخرجت المظاهرة الفنية مخترقة الطرقات هاتفة بحياة مصر مطالبة بالجلاء. وفي الطريق تصدي للمظاهرة بعض الجنود الإنجليز وحاولوا منع المظاهرة بالحسني، إذ وجدوا طليعتها من السيدات، غير أن حماسة الجماهير دفعت أفرادها إلي الاعتداء علي هؤلاء الجنود، فقابلوا الاعتداء بمثله، وكاد عزيز عيد وزينب صدقي يقتلان في هذه المظاهرة لولا الله سلم.

يوسف وهبي من على مسرحه يندد بالاحتلال الإنجليزي

ويختتم تقرير الكواكب عن عيد الجلاء لافتا إلى: وفي سنة 1935 أعلن صمويل هور وزير الخارجية البريطاني عن تصريحه المشئوم بأنه لا جلاء عن أرض مصر، فتألفت المظاهرات وخرجت ثائرة ضد هذا التصريح، وتعرض البوليس لهذه المظاهرات فأسفرت عن ضحايا أبرار استشهدوا في معارك دامية بين المتظاهرين ورجال البوليس.

واشترك أهل الفن في الثورة ضد هذا التصريح، ووقف يوسف وهبي في مسرح بريتانيا يخطب في الناس ويندد بسياسة إنجلترا، وأعلن عن أنه يفتح مدينة رمسيس للشباب ليعقدوا فيها مؤتمراتهم وليتدربوا على مقاومة المحتلين.

عيد الجلاء صالحة قاصين مجلة الكواكب الفنية عبد الرحمن رشدي محمد عبد الوهاب زينب صدقى

تحقيقات