خطايا بايدن وهمجية إسرائيل
أسماء إمام الرأي العامإسرائيل ذلك الكيان المحتل المغتصب المختل يواصل مجازره البشعة والدموية تجاه قطاع غزة، الذي يتعرض للقصف برا وبحرا وجوا، في عملية قصف عشوائي.
لم يكتف بمحاصرة المستشفيات وخروج أكثر من 26 مستشفى عن الخدمة تماما، ولنا في المستشفى المعمداني خير دليل على توحشه، بل منع عنهم الماء والطعام والدواء والمساعدات الإنسانية والوقود، وأمر بإخلاء مستشفى الشفاء من المرضى قسريا، ليكتب على كل الجرحى والمرضى والأطفال داخل الحضانات الموت.
إسرائيل تزعم أن المستشفى به قاعدة عسكرية لعمليات المقاومة، وبايدين يطالبها بالحذر في عمليتها داخل مستشفى الشفاء، بل وصرح بأن حماس ترتكب جريمة حرب باستخدامها قاعدة عسكرية تحت المستشفى، ليعطيهم الضوء الأخضر في القتل، وبرغم نفي حماس، واقتحم الصهاينة للمشفى ومنعوا دفن الضحايا، وأجبر المواطنون على خلع ملابسهم والتحقيق معهم، ومع ذلك التعنت والعنف ظهر كذب ادعاءاتهم.
مجزرة جديدة تضاف إلى سجله الإجرامي
بالأمس ارتكب الصهاينة مجزرة جديدة في قصف لمدرسة الفاخورة بمخيم جباليا التابعة لمنظمة الأونروا، ومدرسة تل الزعتر شمال غزة، وهم يعلمون أن تلك المدارس مليئة بالنازحين، الذين هربوا من جحيم الحرب، بعد قصفت منازلهم، وأجبروا على التهجير القسري، وسقوط مزيد من الضحايا تحت سمع وبصر العالم.
الاحتلال الذى يمارس الكذب طوال الوقت فقد طلب من النازحين التوجه إلى الجنوب فاستهدفهم، فلجأ النازحون الى محيط المستشفيات بدعوى انها امنه وان الاحتلال لن يستهدفها، ولكنه كذب كعادته واستهدفهم.
اليوم لم يعد هناك مكان آمن في غزة، العصابة تستهدف كل ربوع غزة، لا تفرق بين مسجد وكنيسة ولا بين مستشفى ومدرسة ولا بين بيت خالى وساكن كل الأماكن مستهدفة الكل سيقتل لا محالة، كل ماتريده هو الإبادة الشاملة والكاملة مهما كانت الضحايا، ومهما كانت القرارات الدولية والأممية، بل ويمارس المستوطنون المسلحون جرائمهم فى الضفة، فهى من البداية قررت ان تسير فى مخطتها طالما الراعى الرسمى لمجازرها يقف ورائها ويساندها ويبرر أفعالها.
الولايات المتحدة راعية ذاك الكيان المختل المحتل بلا مبادئ ولا أخلاق، فمنذ السابع من أكتوبر أعلن بايدن دعمه لإسرائيل، بل طلب من الكونجرس 14.300 مليار دولار كمساعدات عسكرية طارئة بدون شروط، وتمادى في قوله إن ما حدث يوم السابع من أكتوبر في إسرائيل يفوق 15 مرة ماحدث في أمريكا يوم 11 من سبتمبر، وصرح بأنه مع إسرائيل اليوم وغدا ودائما.
كما أنه حرك اثنتين من حاملات الطائرات بكل عتادتها وقواتها، وغواصته النووية، بل أرسل القادة والجنود ليساعدوهم فى معركتهم.
ونسي أن شعب القطاع أعزل وليس هناك جيشا نظاميا ولا يملك من القدرات العسكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة ولا إسرائيل، وأنهم يحاربون من؟
كل هذا الدعم اللامحدود جعل من إسرائيل كالمجنونة المسعورة، تمارس كل شرورها، وستصم أذنها عن المجتمع الدولي كافة، ولن توقفها قرارات أممية ولا نداءات اسغاثة، وعندما تحدث جوتيرتش بالحقيقة طالبوا بإقالته من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
بايدن برغم كل القتل والدمار الذي لحق بالفلسطينين لم يظهر تعاطفا معهم، بل قال مرارا إن الحرب لن تتوقف، وعلى استحياء طلب من الإسرائيليين الامتثال لقوانين الحرب، وحذر من احتلال إسرائيل لغزة وأنه سيكون خطأ كبيرا، ولم يسمح بهدنة إنسانية، وأن وقف إطلاق النار سيكون في مصلحة حماس، ولن يتم ذلك حتى يتم الإفراج عن الرهائن.
ولكن دعونا نسأل بايدن التي نزعت منه الإنسانية، والذى حاول أن يظهر هو ووزير خارجيته ودفاعه برجال السلام وأنهما يحثان إسرائيل على تقليل عدد الضحايا من المدنيين، والامتثال لقوانين الحرب.
هل قوانين الحرب تتيح قصف المدارس المليئة بالنازحين، وقصف المستشفيات، وإجبار الجرحى والمرضى على مغادرتها قهرا؟
هل قوانين الحرب تسمح بقتل المدنيين وقصف بيوتهم على رؤوسهم، وتحاصرهم وتمنع عنهم الطعام والماء وتمنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية والوقود وتقوم بتهجيرهم قسريا؟
هل عملية العقاب الجماعي لأهل القطاع بها أي إنسانية؟
هل ما قامت به مصر وحشدت له في مؤتمر القاهرة للسلام بوقف التهجير وضرورة الوصول الى حل الدولتين أفزعكم الى هذا الحد؟
فقد جاء رد مصر القاطع والرافض لفكرة الوطن البديل والتهجير القسري، أفشل مخطتهم، وأعلن بايدن بعدها رفضه التهجي، ورغم ذلك عملية إسرائيل العسكرية تحاول أن تجعله أمرا واقعا.
نسى بايدن أنه يدعم شعبا كان مشردا بلا وطن، وأنه اغتصب ما ليس من حقه، وخطتهم الصهيونية تقتضي محو فلسطين بكل تاريخها وعراقتها وشعبها من أجل قيام دولتهم.
نسى بايدن أن الأرض للفلسطينين، ونسى أن الصراع الممتد منذ 75 عاما سيظل هكذا حتى يرد الحق لصاحبه، وان يتم تسوية القضية بحل الدولتين.
بالأمس القريب دعم أوكرانيا وحشد الغرب ضد روسيا في عدوانها على أوكرانيا، وطلب منهم ادانة الروس لإستهدافهم البنية التحتية والمساكن والمدنيين، واليوم يقف عكس قناعته في ازدواجية فجة للمعايير هو وكل الغرب المنساق المطيع لسياسته.
عليه أن يعلم أن أطفال غزة ليسوا إرهابيين، ولا الفلسطينيين حيوانات بشرية، وأنه لا عدالة إلا بوقف الحرب، وان تحصل فلسطين على حريتها واقامة دولتها بالضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.
وعليه أن يعلم أن كل الفلسطينيين مشروع شهداء، وأن لا سلام بالمنطقة إلا بحل الدولتيين.
فقد كذب ادعاء الصهاينة بعد ان ارتكبوا المجازر تلو الأخرى، فلم يجدوا لا أنفاق، ولا مقاتلين، وان عملية العقاب الجماعي هي جريمة ووصمة عار ستلاحقه دائما وابدا.
لو عاد الى تاريخ الصراع، وتاريخ المفاوضات التي لم تكتمل، وتاريخ المماطلات من رؤساء الولايات المتحدة السابقين، سيجد أن السلام سيأتي بالسلام، وإن كانت إسرائيل تفكر أنها بكل إجرامها ستقضي على الفلسطينيين، وتقوض القضية فهي حالمة والتاريخ شاهد على ذلك.
على بايدن أن يوقف تلك الحرب فورا، فهو الوحيد في هذا العالم على أن يوقف الحرب، وعلى حل القضية، وإن كان جلوسكم على كرسي الولايات المتحدة لفترة رئاسية قادمة فوق آلاف الجثث فلن تهنأ بذلك ولن يحدث ويلعنكم التاريخ.
وتحية لكل أحرار العالم الذين مازلوا ينددون بجرائم إسرائيل في بلدانهم، برغم مواقف حكوماتهم المخزية.
تحية للفلسطينيين المرابطين برغم القتل والدمار والحصار.
تحية للأطقم الطبية وكل المنظمات التي تعمل تحت هذا القصف وتقدم المساعدات لأهل القطاع.
والمجد لكل الشهداء فدمائكم تكتب لكم العزة ولفلسطين النصر القريب لا محالة.