في اليوم العالمي للصداقة.. ماذا قال الحكيم بتاح حتب لابنه عند زيارة الصديق؟
أسماء إمام الرأي العاميحتفل العالم بـ اليوم العالمي للصداقة الذي يوافق الـ 30 من يوليو من كل عام، وقد حرص المصري القديم على قيم الروابط الإنسانية كأحد سمات الحضارة المصرية القديمة، ولهذا نلقي نظرة عن قيمة الصداقة في مصر القديمة.
ماذا قال الحكيم بتاح حتب لابنه عن "الصداقة"؟
ونجد نقوش ونصائح الحكماء في مصر القديمة كثيرة عن الصداقة على جدران المعابد والمقابر، فقد كان يرغب المصري القديم، دائمًا في وجودها بحياته، حيث كانت العلاقات الاجتماعية قوية ومتينة، وكانت الصداقة راسخة بين أفراد الأسرة الواحدة، وبين الجيران والأصدقاء.
نصائح الوزير بتاح حتب لابنه عن اختيار الصديق
"إذا كنتَ تبحث عن أخلاق مَن تريد مصاحبته فلا تسألنه، ولكن اقترب منه وكُنْ معه وامتحن قلبه بالمحادثة، فإذا أفشى شيئًا قد رآه، أو أتى أمرًا يجعلك تخجل له؛ فاحذر عندئذٍ حتى من أن تجيبه".
احتفالية بمناسبة مرور 90 عامًا على معاهدة الصداقة بين مصر وسويسرا بمنطقة أهرامات الجيزة
ديانا وأميرة الأمل.. تفاصيل الصداقة بين مجدى يعقوب وعمر الشريف
قواعد وأصول زيارة الصديق لبيت صديقه في مصر القديمة
وأما إذا حل الصديق في بيت صديقه، فلابد أن يحترم أهل البيت ونساءه، وهكذا عّلم "بتاح حتب" ابنه، فنجده يحذر الزائر تحذيرًا شديدًا من محاولة الاقتراب من النساء، بل يحتم عليه قواعد معينة فيقول لابنه:
"إذا أردتَ أن تحافظ على الصداقة في بيت تدخله، سيدًا كنتَ أم خادمًا أم صاحبًا، فاحذر القرب من النساء، فإن المكان الذي يَكُنَّ فيه ليس بالحسن، ومن الحكمة إذن ألَّا تحشر نفسك معهن، ومن أجل ذلك يذهب ألف رجل إلى الهلاك بسبب متعة قصيرة تضيع كالحلم، ولا يجني الإنسان من معرفتهن غير الموت".
وعن هذه النصائح الثمينة والوصايا الحكيمة من الوزير "بتاح حتب" يؤكد لابنه:
"إذا استمعتَ ووعيتَ ما ألقيتُه عليك، فإن كل صنيع لك سيكون على غرار عمل الأجداد، أما صحة هذه الأشياء فالفضل فيها يرجع إليهم (أي الأجداد)، وذكراها لن تُمحَى من أفواه الناس، لأن نصائحهم جديرة بالتقدير، وكل كلمة ستنقل ولن تُمحَى من هذه الأرض أبدًا، وسيكون للكلام قيمة حسبما ينطق به الأمراء.
وأضاف بتاح جتب: فإن الرجل الحكيم روحه تنعم باستمرار ببقاء فضيلته على الأرض، والرجل العاقل يُعرَف بعمله، وقلبه ميزان لسانه، وشفتاه تصيبان القول عندما يتكلم، وعيناه تبصران عندما ينظر، وأذناه تسمعان ما يفيد ابنه الذي يقيم العدل ويبرأ من الكذب.