تشكل دائرة مستشاري الرئيس جو بايدن جزءًا حيويًا من حياته السياسية، حيث يتمتع عدد قليل منهم بالتأثير الكبير الذي يمارسه ثلاثة رجال محددين خلال حملته الأخيرة.

فهؤلاء الرجال هم دينيس دونيلون، رون كلاين، وتيد كوفمان، الذين يشكلون جوهر ثقته وقراراته.

ويعتمد بايدن بشكل كبير على هذه المجموعة الصغيرة التي تشمل دينيس دونيلون، الذي يعمل كمستشار مقرب ويقدم لبيدن النصائح المباشرة والصريحة.

ويسأله بايدن عادةً، "ما هو حدسك؟ ماذا تعتقد؟"، قبل اتخاذ قرارات حاسمة. من جانبه، يعمل رون كلاين، رئيس موظفي بايدن السابق، بشكل وثيق مع الرئيس لتطوير استراتيجيات فعّالة ضد خصمه السابق، دونالد ترامب، خاصةً مع اقتراب المناظرات الرئاسية.

أما تيد كوفمان، صديق بايدن القديم والموثوق، فيمثل الرابط الوثيق للرئيس بولاية ديلاوير، التي أدخلته إلى الساحة الوطنية قبل أكثر من نصف قرن.

وكان كوفمان من أوائل الذين واجهوا بايدن بصراحة خلال فضيحة الانتحال التي هددت حملته الرئاسية الأولى في عام 1987، ناصحًا إياه بالانسحاب لوقف الهجوم عليه، وهو ما فعله بايدن في ذلك الوقت.

وتكشف مقابلات مع عشرات المقربين من الرئيس بايدن أن هذه الدائرة الضيقة تمثل تعريف الطراز القديم في السياسة، حيث يبقى الثلاثة في مركز عالم بايدن، يقدمون النصائح وينقلون الأخبار الصعبة عندما يتطلب الأمر.

وعلى الرغم من التحديات التي يواجهونها، لم يثنوا بايدن عن الترشح لفترة ثانية.

ويشعر بعض حلفاء بايدن بالقلق بشأن الفجوة العمرية بين المستشارين الثلاثة والناخبين الشباب الذين يمكن أن يحددوا نتيجة الانتخابات، كلاين هو الأصغر بينهم بسن 62 عامًا، بينما يبلغ دونيلون 65 عامًا، وكوفمان 85 عامًا، أي أكبر بأربع سنوات من بايدن، ولكن رغم ذلك، يستند الرئيس إلى عقود من الثقة التي بناها مع هؤلاء الرجال.

ولقد رافقوا بايدن خلال بعض أصعب لحظاته، من الأزمات الصحية إلى المناقشات الشرسة في الكونغرس، وحتى وفاة ابنه بو. كانوا أيضًا بجانبه في الأيام الأخيرة، حيث سافرا دونيلون وكلاين إلى كامب ديفيد لمساعدته في التحضير لمناظرته مع ترامب في أتلانتا.

فعلى الرغم من أن المستشارين الثلاثة من جيل ما قبل وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن حملة بايدن تعمل بفعالية على استخدام التكنولوجيا الحديثة لاستهداف الناخبين في الولايات المتأرجحة، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لإعادة تقديم بايدن للشباب الأمريكي.