محافظات

عبر 60 كيلو بالملاحات في ليلة واحدة.. اللواء محمد اليماني حير إسرائيل وأفشل مخطط تدويل سيناء

اللواء محمد اليماني
اللواء محمد اليماني

في الذكرى الـ 47 لانتصارات أكتوبر.. يستعرض " قصص أبطال حرب العاشر من رمضان والاستنزاف، ولعل ما نتناوله اليوم قصة اللواء محمد اليماني الذي حير المخابرات الإسرائيلية.

ساهمت العمليات التى كان يقوم بها اللواء محمد اليماني إلى حد كبير فى رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة وأبناء شمال سيناء الصامدين، والذين نجحوا من خلال منظمة سيناء العربية في تنفيذ العشرات العمليات أبان الاحتلال الإسرائيلي لأراضي سيناء وصولا إلى تحقيق انتصارات أكتوبر المجيد.

والده العمدة محمود سالم اليماني الذي كان أحد ثوار ثورة 1919 وأبعده الإنجليز عن سيناء منفيا إلى مديرية الشرقية، حيث قلده عضو الوفد البارز حمد الباسل وسام الثورة.

ويوم أن وقعت سيناء فريسة للاحتلال الإسرائيلي في عام 1967، كان محمد اليماني من الكوادر العسكرية المؤسسة للحرس الوطني على أرض سيناء في ستينات القرن الماضي، ثم كان مع الجيش المصري الذي ذهب لمساندة النظام الجمهوري في اليمن، ثم عاد ليكون ضمن تشكيلات القوات المسلحة التي دخلت الى سيناء في عام 1967 وتحديدا في منطقة "ام اكتاف" في شرق وسط سيناء على الحدود مع فلسطين المحتلة.


وكان اللواء محمد اليماني ابن سيناء، يتمتع بعقلية فذة، وصفات شخصية واجتماعية جعلته مقصدا للباحثين عن المشورة والرأى الصائب، وكان أحد الأعمدة الأساسية فى إفشال المخطط الصهيونى لتدويل سيناء، وهو المخطط الذى قادته رئيسة الوزراء الإسرائيلية «جولدا مائير» عام 1968.


وقاد عمليات الاستطلاع للعدو من مسرح العمليات في سيناء وفي عمقها وكان يعبر الملاحات إلى بورسعيد سيرا على الأقدام لمسافة تزيد على 60 كم في الليلة الواحدة مع مجموعات من أبطال ورجال منظمة سيناء العربية من كل قبائل سيناء.

وبحسب ما جاء فى كتاب موسوعة أعلام سيناء، فإن البطل محمد اليمانى كان يعطي توجيهاته إلى المكلفين من أعضاء منظمة سيناء العربية، بالعمليات العسكرية ضد إسرائيل عن طريق شفرات خاصة عبر البرامج الإذاعية الموجهة، وقد تضمنت كانت شعرا أو مقطوعة موسيقية أو نداء ما، وكان يتم تغيير هذه الشفرات بين الحين والآخر.

وكان قائدا لمجموعات من أبناء منظمة سيناء، من أجل جمع المعلومات، والذين حيروا المخابرات الإسرائيلية وكبدوا العدو خسائر جسيمة في المعدات والأفراد.

وأسهم ذلك في ضرب أهداف العدو في سيناء أثناء حرب الاستنزاف بدقة متناهية وكان يقوم بنفسه أحيانا باستطلاع أهداف العدو في مناطق سيناء المختلفة، ويقوم بتجنيد العناصر النشطة والفاعلة.

وبعد عودة سيناء للسيادة المصرية، اتجه اللواء محمد اليمانى للعمل بالحكم المحلى، فعمل رئيسا للمجلس الشعبى المحلى لمحافظة شمال سيناء، ثم سكرتيرا عاما لمحافظات بور سعيد وجنوب سيناء والبحيرة ومطروح وكفر الشيخ، ثم عمل فى مواقع قيادية بهيئة الرقابة الإدارية، حتى أحيل إلى المعاش.

تولى رئاسة مجلس إدارة جمعية مجاهدي سيناء التي ترعي كل المجاهدين الذين ضحوا بالغالي والرخيص في سبيل تحرير تراب بلادهم.

اقرأ أيضا:
تنمو على مقربة من مياه البحر المالحة.. أشجار النخيل بشمال سيناء قيمة اقتصادية وصناعات قائمة عليها.. وبرامج لتعظيم الاستفادة منها